وَأَبَيضَ يُسْتَسقَى الغَمامُ بِوجَهِه = ثِمالُ اليَتامَى عِصمةٌ للأَرامِلِ
يَلوذُ بِهِ الهُلّاكُ مِن آلِ هاشِمٍ = فَهُم عِندَهُ في رَحمَةٍ وَفَواضِلِ
ويقول الأعشى:
نَبِيٌّ يَرى ما لا تَرَونَ وَذِكرُهُ = أَغارَ لَعَمري في البِلادِ وَأَنجَدا
لَهُ صَدَقاتٌ ما تُغِبُّ وَنائِلٌ = وَلَيسَ عَطاءُ اليَومِ مانِعَهُ غَدا
أَجِدَّكَ لَم تَسمَع وَصاةَ مُحَمَّدٍ = نَبِيِّ الإِلَهِ حينَ أَوصى وَأَشهَدا
وكما نجِد مدحَه بتبرئتِه من كلِّ عيب، والدفاع عنه، والرد على أعدائه، والتفدية بالآباء والأمهات، بل بالنَّفْس والرُّوح والعِرِض، وهجاء أعدائه وذمهم، وذكْر أيَّامِهم - كما نرَى ذلك واضحًا عندَ حسان بن ثابت - رضي الله عنه؛ يقول:
خُلقتَ مُبرَّأً مِن كلِّ عيبٍ = كأنَّك قد خُلقتَ كما تشاءُ
ويقول في الردِّ على أبي سفيان بن الحارث:
هَجَوتَ مُبارَكاً بَرّاً حَنيفًا = أَمينَ اللَهِ شيمَتُهُ الوَفاءُ
فَمَن يَهجو رَسولَ اللَهِ مِنكُم = وَيَمدَحُهُ وَيَنصُرُهُ سَواءُ
فَإِنَّ أَبي وَوالِدَهُ وَعِرضي = لِعِرضِ مُحَمَّدٍ مِنكُم وِقاءُ
ونجد أيضًا مدْح الحقِّ الذي هو عليه، والوحي المنزَّل إليه، وذم مَن آذوه وعادوه، ووعْدهم بالخزي والفضيحة، كما عند عبدِ الله بن رَواحة - رضي الله عنه؛ يقول:
أَنتَ النَبِيُّ وَمَن يُحرَم شَفاعَتَهُ يَومَ الحِسابِ فَقَد أَزرى بِهِ القَدَرُ
فَثَبَّتَ اللَهُ ما آتاكَ مِن حَسَنٍ تَثبيتَ موسى وَنصراً كَالَّذي نُصِروا
ويقول عمن آذوا رسول - صلَّى الله عليه وسلَّم:
وَآذَوا رَسولَ اللَهِ فيها فَجُلِّلوا مَخازِيَ تَبقى عُمِّموها وَفُضِّحوا
وَصُبَّت عَلَيهِم مُحصَداتٌ كَأَنَّها شَآبيبُ قَطرٍ مِن ذُرا المُزنِ تَسفَحُ
وأما عند كعب بن زهير فنرَى الامتداح بالكرم أيضًا والشجاعة والوقار والسيادة وسائر الخِصال، مع مدح الوحي المنزل إليه أيضًا، مع طلب العفو والصفح عنه؛ يقول:
أُنبِئتُ أَنَّ رَسولَ اللَهِ أَوعَدَني = وَالعَفُوُ عِندَ رَسولِ اللَهِ مَأمولُ
مَهلاً هَداكَ الَّذي أَعطاكَ نافِلَةَ الـ = ـقُرآنِ فيها مَواعيظٌ وَتَفصيلُ
ويقول:
لا تَأَخُذَنّي بِأَقوالِ الوُشاةِ وَلَم = أُذِنب وَلَو كَثُرَت عَنّي الأَقاويلُ
لَقَد أَقومُ مَقاماً لَو يَقومُ بِهِ = أَرى وَأَسمَعُ ما لَو يَسمَعُ الفيلُ
لَظَلَّ يُرعَدُ إِلّا أَن يَكونَ لَهُ = مِنَ الرَسولِ بِإِذنِ اللَهِ تَنويلُ
ويقول:
إِنَّ الرَسولَ لَسَيفٌ يُستَضاءُ بِهِ = مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللَهِ مَسلولُ