القصيدة الأولى :
عزى أنت عزى يا رسول الله جاهي أنت جاهي عدتي لله
------------------------------------
غالى أنت غالى يا رسول الله**لو تنظر لحالي يرضى عنى الله
يا فوز مــن حــبـك**و قـــد لـــزم هـــداك
يا عــــز مـن يـراك**يـصـــــبح ولـــى الله
و مـن يراك يسـود**يا ســـيد الوجــــــود
هـو بالهـنا موعود**مـن محض فضل الله
و مــن يــراك منام**يـصـــبح مـن الكـرام
طــابت له الأيـــــام**مــن طــه رسول الله
هو رحمة الرحمـن**تشـكـو لــه الغــزلان
هو مصـدر الإيمان**مصــدر عطــــاء الله
محــمـــد المــنـــير**يشـــكو إلـــيه البعير
يشــفـع من السعير**يقـــبل شـــفاعته الله
بحـق قــــربة قـاف**يا مصـــدر الإنصاف
مــن الجحيم نخاف**فــأغث يا رسول الله
قــلــب القـرآن يس**و الإمـــام المبـــــين
محـــمـــد الأمــــين**مــدح في كــتاب الله
يا والــــد الزهـراء**يا طــاهــــر الآبـــاء
في مجـمع السعداء**نـبــقى مـــعـــكــم لله
مـا مـــد لخير الخلق يدا**أحـــد إلا و بــه سـعـــــد
و بذاك مــددت إليه يدي**و بـذلك كنـت من السعدا
مـددت يــداي لحضــرته**أرجــو نــوال عطــيـــته
يا حـبيبي يشق شهـادته**لــولاك الواجد ما وجــدا
أنـا و الإخــوان ننـاشدك**بـيعة رضـوان نعـاهــدك
شاهــدنا حتى نشــاهـدك**و نكــون أول مــن وردا
حـبيبي صــفى مشـاربنا**رؤيــاك كـــل مطـــالبــنا
اقـبل كـي تقضى مآربـنا**و نكـون ممـن قــد وردا
--------------------------------------------------
القصيدة الثانية:
عــذل العاذلـون فيك ولامـــــوا*وكـــل لوم على المحب حـــرام
--------------------------------------------------
يا مليحا حوى الجمال جـمـــيعا*وجمــيلا جمــــاله لا يســـــــام
لك طـرف مكـــحل لا بكــــحــل*وجـبــــين يزول مــنه الظـــلام
لك وجـــه كــــل المـــلاحة فـيه*فيه نــور وبهـــــجة واحتشــام
لك ثغر حوى الفصاحة جــميعا*فــــيه شـــهـــد وسـكر ومــدام
لك صــــدر كـــــلام ربــــك فيه*فيه عــلــم وحكمة واحــــتكــام
لك قــلـــــب مطـــهر ونـــقـــى*لك فى اللــيل يقـــظة وقيــــــام
لك مـشــى علـى الرمــال خـفى*لك فى الصـخـــرغاصت الاقدام
لك شـعـــر مدعـج ذو ســـــواد*اينما سرت ظـلــلـــتك الغمــــام
لك حوض يوم القيــامة يـروى*مــنه قـــوم مصدقون كــــــرام
أنـت أســرى بك المهيمن لــيلا*نــلــت ما نـلــت والأنـام نيـــام
وتقـــدمــت للصــلاة فصـــــلى*كل من في السماء وأنت الإمام
يــا نـبي الهدى علــيك السلام*كلــما عـــانـق الضــياء ظـــلام
-------------------------------------------------
القصيدة الثالثة :
أنا العبد الذي كسب الذنوبا * وصدته المعاصي أن يتوبا
-------------------------------------------------
أنا العبد الذي أضحى حزيناً * على زلاته قلقاً كئيبا
أنا العبد الذي سطرت عليه * صحائف لم يخف فيها الرقيبا
أنا العبد المسيء عصيت سراً * فمالي الآن لا أبدي النحيبا
أنا العبد المفرط ضاع عمري * فلم أرع الشبيبة والمشيبا
أنا العبد الغريق بلج بحرٍ * أصيح لربما ألقى مجيبا
أنا العبد السقيم من الخطايا * وقد أقبلت ألتمس الطبيبا
أنا العبد المخلف عن أناسٍ * حووا من كل معروفٍ نصيبا
أنا العبد الشريد ظلمت نفسي * وقد وافيت بابكم منيبا
أنا العبد الحقير مددت كفي * إليكم فادفعوا عني الخطوبا
أنا الغدار كم عاهدت عهداً *وكنت على الوفاء به كذوبا
أنا المهجور هل لي من شفيعٍ* يكلم في الوصال لي الحبيبا
أنا المضطر أرجو منك عفواً* ومن يرجو رضاك فلن يخيبا
أنا المقطوع فارحمني وصلني* ويسر منك لي فرجاً قريبا
فوا أسفي على عمرٍ تقضى* ولم أكسب به إلا الذنوبا
وأحذر أن يعاجلني مماتٌ *يحير لهول مصرعه اللبيبا
ويا حزناه من نشري وحشري* ليومٍ يجعل الولدان شيبا
تفطرت السماء به ومارت *وأصبحت الجبال به كثيبا
إذا ما قمت حيراناً ظميا* حسير الطرف عرياناً سليبا
ويا خجلاه من قبح اكتسابي *إذا ما أبدت الصحف العيوبا
وذلة موقفٍ لحساب عدلٍ *أكون به على نفسي حسيبا
ويا حذراه من نار تلظى *إذا زفرت فأقلعت القلوبا
تكاد إذا بدت تنشق غيظاً *على من كان معتدياً مريبا
فيا من مدّ في كسب الخطايا *خطاه أما بدا لك أن تتوبا
ألا فاقلع وتب واجتهد فإنا* رأينا كل مجتهدٍ مصيبا
وأقبِل صادقاً في العزم واقصد* جناباً ناضراً عطراً رحيبا
وكن للصالحين أخاً وخلاً *وكن في هذه الدنيا غريبا
وكن عن كل فاحشةٍ جباناً* وكن في الخير مقداماً نجيبا
ولاحظ زينة الدنيا ببغضٍ *تكن عبداً إلى المولى حبيبا
فمن يخبر زخارفها يجدها *مخادعةً لطالبها حلوبا
وغض عن المحارم منك طرفاً* طموحاً يفتن الرجل الأريبا
فخائنة العيون كأسد غابٍ *إذا ما أهملت وثبت وثوبا
ومن يغضض فضول الطرف عنها* يجد في قلبه روحاً وطيبا
ولا تطلق لسانك في كلامٍ *يجر عليك أحقاداً وحوبا
ولا يبرح لسانك كل وقتٍ* بذكر الله ريّاناً رطيبا
وصل إذا الدجى أرخى سدولاً *ولا تكن للظّلام به هيوبا
تجد أجرأ إذا أدخلت قبراً *فقدت به المعاشر والنسيبا
وصم مهما استطعت تجده رياً* إذا ما قمت ظمآناً سغيبا
وكن متصدقاً سراُ وجهراً *ولا تبخل وكن سمحاً وهوبا
تجد ما قدمته يداك ظلاً *عليك إذا اشتكى الناس الكروبا
وكن حسن الخلائق ذا حياءٍ* طليق الوجه لا شكساً قطوبا
فيا مولاي جد بالعفو وارحم *عبيداً لم يزل يشكي الذنوبا
وسامح هفوتي وأجب دعائي* فإنك لم تزل أبداً مجيبا
وشفِّع فيّ خير الخلق طراً *نبياً لم يزل أبداً حبيبا
هو الهادي المشفّع في البرايا* وكان لهم رحيماً مستجيبا
عليه من المهيمن كل وقتٍ* صلاة تملأ الأكوان طيبا
------------------------------------------------
القصيدة الرابعة :
الهي لا تعذبني، فاني*مقر بالذي قد كان مني
------------------------------------------
فما لي حيلة، الا رجائي *لعفوك ان عفوت، وحسن ظني
وكم من زلة لي في الخطايا*وانت علي ذو فضل ومن
اذا فكرت في ندمي عليها*عضضت اناملي، وقرعت سني
اجن بزهرة الدنيا جنونا*واقطع طول عمري بالتمني
ولو اني صدقت الزهد عنها*قلبت لاهلها ظهر المجن
يظن الناس بي خيرا، واني*لشر الخلق، ان لم تعف عني
------------------------------------------------
القصيدة الخامسة :
إذا مـا خَلَـوْتَ الـدَّهـرَ يـومـاً فَــلا *تَقُلْ خَلَوْتُ وَلَكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ
ولا تَحْسـبَـنَّ الله يَغْـفَـلُ سـاعـةً*ولا أنَّ مَـا يَخْـفَـى عَلَـيْـهِ يَغِـيـبُ
لَهَوْنا عَنِ الأعْمَالِ حَتَّـى تَتَابَعَـتْ*ذُنـــوبٌ عَـلــى آثـارِهِــنَّ ذنــــوبُ
فَيَـا لـيْـتَ اللهَ يَغْـفِـرُ مَــا مَـضَـى*وَيَـــأذَنُ فِـــي تَـوْبَـاتِـنَـا فَـنَـتُــوبُ
--------------------------------------------------
القصيدة السادسة :
كــيـف تــرقَـى رُقِــيَّـك الأَنـبـياءُ**يــا سـمـاءً مــا طـاوَلَتْها سـماءُ
لَـمْ يُـساوُوك في عُلاكَ وَقَدْ حالَ**ســنــاً مِــنــك دونَــهـم وسَــنـاءُ
إنّــمـا مَـثَّـلُـوا صِـفـاتِـك للـناس**كــمــا مــثَّــلَ الــنـجـومَ الــمــاءُ
أنتَ مِصباحُ كلِّ فضلٍ فما تَصدُرُ**إلا عــــن ضــوئِــكَ الأَضــــواءُ
لـكَ ذاتُ العلومِ من عالِمِ الغَيبِ**ومــــنـــهـــا لآدمَ الأَســـــمــــاءُ
لم تَزَلْ في ضمائرِ الكونِ تختَارُ**لــــــــك الأُمــــهـــاتُ و الأَبـــــــاءُ
مـا مـضتْ فَـترةٌ مـن الرُّسْلِ الّا**بَــشَّـرَتْ قـومَـهـا بِـــكَ الأَنـبـياءُ
تـتـباهَى بِــكَ الـعـصورُ وتَـسْمو**بِــــكَ عــلْـيـاءٌ بــعـدَهـا عـلـيـاءُ
وَبَــــدا لــلـوُجُـودِ مــنــك كــريـمٌ**مــــن كــريــمٍ آبَــــاؤُه كُــرمــاءُ
نَــسَـبٌ تَـحـسِـبُ الــعُـلا بـحُـلاهُ**قَــلَّـدَتْـهَـا نـجـومـهَـا الْــجَــوزاءُ
حــبــذا عِــقْــدُ سُــــؤْدُدٍ وَفَــخَـارٍ**أنـــتَ فــيـه الـيـتيمةُ الـعـصماءُ
وُمُـحَيّاً كـالشَّمس مـنكَ مُـضِيءٌ**أسْــفَــرَت عــنـه لـيـلـةٌ غــرّاءُ
لـيـلةُ الـمـولدِ الـذي كَـان لـلدِّينِ**ســـــرورٌ بــيــومِـهِ وازْدِهــــاءُ
وتـوالَتْ بُـشْرَى الهواتفِ أن قدْ**وُلِــدَ الـمـصطفى وحُــقّ الـهَناءُ
وتَـدَاعَـى إيــوانُ كِـسْرَى ولَـوْلا**آيـــةٌ مِـنـكَ مــا تَـدَاعَـى الـبـناءُ
وغَـــدَا كـــلُّ بــيـتِ نـــارٍ وفــيـهِ**كُــرْبَـةٌ مِـــنْ خُـمـودِهـا وَبـــلاءُ
--------------------------------------------------
القصيدةالسادسة :
عليك الله صلى يا نبينا**عليك الله صلى يا نبينا
عليك الله صلى يا نبينا**و سلم دائما في كل آن
يـقـر بمــدحــه عيــنا نـبـيـــــــنا**و يفــرح بالشـــداة المــادحيـــنا
و يحـضر مدحـــه و يقول ديــنـا**فـيـشهـده لــنـــا أهــــل العــــيان
تكامل سمــته خلـــقــا و خلــقــا**و فاق نزاهة و تــقـــا و ذوقــــا
و لا غــير النـــبى يقــــال حـقــا**لــه يا صاحـــب الشــيم الحسان
و وجــه المصطفى كالدر يزهــو**و حـــق للـــبدور تـغــــار منـــه
فـمــا قــد قــيـل أو سيــقـال عنه**كـغـرف الكــف من بحر الجمان
فشـعـر المصطفى كالليل داجى**على وجه يضىء كما الســـراج
يطــل على الاحــبه بابتـــــهاج**جمــيـلا لا يمــــل منــه رائـــــى
و يســـير كانه جـــبل مـطـــــــل**و لــيس له مـــن الانــوار ظـــل
هو الـقــمــر المنير متى يهـــــل**يـشــار علــيه دومــــا بالــبــنان
و نور المصطفى حلو المــــذاق**و ان عددته فالـــرزق وافـــى
و عــين قتــادة بــعـد انـــــدلاق**تــعــود كان منــهـا لـــم يــعـانى
و عائــشـة تقـــول على النـــبى**اشــــد ندا من الريـــح العـــتى
و أجـــود منه ما مــن أريـحـــى**اذا مــــدت اليــــه الراحــــتـــان
كريم لا يضـــن بـمـــا لـــــديــــه**و أصـــل الجــــود ينبع من يديه
و كــل السائلين أتـوا إلـــيــــه**فــعـــادوا بالرغـــائب و الأمانى
-------------------------------------------------
القصيدة السابعة :
قمر قمر قمر*سيدنا النبى قمر
وجميل وجميل وجميل*سيدنا النبى وجميل
رسول الله يا بدرا اتم*ويا نورا على الايجاد عم
وميلادك الى الايجاد عيد*وفجرك قد محا ظلما وغما
رسول الله يا رحمته فينا*ويا نورا أتى هديا ودينا
وادخلنا في جمع المادحينا*وزدنا فيك اقبالا وهما
رسول الله يا ساح الاحبة*وزدنا فيك اشواقا وقربا
ومدحك للسقام شفا وطبا*فداوى القلب من كدر وهم
رسول الله يا نورا أتانا*ويا خلقا الى الخالق تدانا
وغيرك لم يرى المولى عيانا*رأيت الله والمقصود تم
حُسبنا يا بن امنة عليك*وجزع النخل قد يبكى عليك
ويشكو الجيش من ظمأ اليك*وماء الشهد من راحتك ذ مَ
إذا ما الشمس تدنو من الجماجم*وتحت لواك عرب والأعاجم
رسول الله للنيران لاجم*أغث طه فداك أبا وأما
وسيلتنا المظلل بالغمامة*وليس سواه يشفع في القيامة
اغث يا بن الأكابر والكراما*وإسمك لإسمه يا طه ضم
شكوت الى رسول الله حالى*وليس سواه طبا للمبالى
بحقك عند ربك ذى الجلال*تول عبيدكم واصرف لى هما
رسول الله غيرك لست راجى*اتى في الهدى من يهواك ناجى
ونورك قد محا ظلم الدياجى*وحال الله لا يحصره كم
رسول الله غيرك ما رجونا*ومن ذنب الى المولى شكونا
وان تشفع لنا فضلا نجونا*فانت غياثى للخيرات
صلاة الله تهمى والسلاما*وآل البيت والصحب الكرام
وعم بفيضها العربي الاماما*متى ما تاليا في الذكر سمى
----------------------------------------------
القصيدة الثامنة :
يا محســــنا بالزمان ظنا *هل تدري مايفعل الزمان
ماشئت فاصنع جميل فعل *كما يدين الفــــــــتى يدان
لا تتبع النفس في هواها * إن اتباع الهوى هوان
وا خجلتي من عتاب ربي * إن قيل أسرفت يا فلان
إلى متى أنت في الملاهي * تصير مرخى لك العنان
و خوفتك الجحيم بطشي * وشوقت قلبك الجنان
عندي لك الصفح وهو بري * وعندك السيف والسنان
ما تستحي كاتباً كريماً * يحصى به الفعل واللسان
وتستحي شيبةً تراها * في النار مسحوبةً تهان
أنت شجاع على المعاصي * وأنت عن طاعتي جبان
لم ينهك الشيب عن حدودي * ولا رسولي ولا القرآن
ترضى بأن تنقضي الليالي * وما انقضى حربك العوان
أي أوان تتوب فيه * هل بعد قطع الرجا أوان
آثرت غيري علي لكن * كما يدين الفتى يدان
يا سيدي : هذه عيوبي * وأنت في الخطب مستعان
يا من له في العصاة شان * البر والعطف والحنان
يا من ملا بره النواحي * لم يخل من بره مكان
عفواً فإني رهين ذنبٍ * حاشاك أن يغلق الرهان
فاغفر لعبد الرحيم والطف * بخائف ما له أمان
وسامح الكل من ذنوبٍ * غدا بها يشهد البنان
وصل يا ذا العلا وسلم * على من أخلاقه حسان
-----------------------------------------------
القصيدة التاسعة :
رياض نجد بكم جنانُ*فضّية نورها حسان
وترب واديكمو بنجدٍ*مسك ، وحصباؤها جمان
والروض من شعبكم عبيرٌ*والزهر وردٌ وزعفران
والجار في ربعكم عزيز*والحر في أرضيكم يصان
فكم سفكتمُ دمي ودمعي*أما على القاتل الضمان
ورمت أخفي الهوى ودمعي*من شدة الوجد ترجمانُ
يا لائمون اقصروا ملامي*رفقاً بمن قلبه ملان
لا تذكروا الظاعنين عندي*فلي وللظاعنين شان
قالوا : هواهم عليك حتمٌ*فقلت : عهدي الهوى يصان
قالوا : فكم تكتم التصابي*قلت : المعنى بهم معان
قالوا : فقد فارقوك ربعاً*قلت : هم الناس حيث كانوا
قالوا : فدعهم فقلت : كلا*لعل دهراً قسا يلان
ليت الصبا الحاجري ينبي*عن جيرة البان يوم بانوا
هل عهدهم عهدهم بنجدٍ*باقٍ أم استؤمنوا فخانو
----------------------------------------------
القصيدة العاشرة :
دار الحبيب أحق أن تهواها*وتحن من طرب إلى ذكراها
وعلى الجفون إذا هممت بزورةٍ*يا ابن الكرام عليك أن تغشاها
فلأنت أنت إذا حللت بطيبةٍ*وظللت ترتع في ظلال رباها
مغنى الجمالِ من الخواطر والتي*سلبت قلوب العاشقين حلاها
لا تحسب المسك الذكي كتربها*هيهات أين المسك من رياها
طابت فإن تبغي لطيبٍ يا فتى*فأدم على الساعات لثم ثراها
وابشر ففي الخبر الصحيح تقرراً*إن الإله بطيبةٍ سماها
واختصها بالطيبين لطيبها*واختارها ودعا إلى سكناها
لا كالمدينة منزلٌ وكفى بها*شرفاً حلول محمد بفناها
خصت بهجرة خير من وطئ الثرى*وأجلهم قدراً وأعظم جاها
كل البلاد إذا ذكرن كأحرفٍ*في اسم المدينة لا خلا معناها
حاشا مسمّى القدس فهي قريبةً*منها ومكة إنها إياها
لا فرق إلا أن ثم لطيفةً*مهما بدت يجلو الظلام سناها
جزم الجميع بأن خير الأرض ما*قد حاز ذات المصطفى وحواها
ونعم لقد صدقوا بساكنها علت*كالنفس حين زكت زكا مأواها
وبهذه ظهرت مزية طيبة*فغدت وكل الفضل في معناها
حتى لقد خصت بهجرة حبه*الله شرفها به وحباها
ما بين قبر للنبي ومنبر*حيا الإله رسوله وسقاها
هذي محاسنها فهل من عاشق*كلف شجيٍّ ناحل بنواها
إني لأرهب من توقع بينها*فيظل قلبي موجعاً أواها
ولقلما أبصرت حال مودِّعٍ*إلا رثت نفسي له وشجاها
فلكم أراكم قافلين جماعةً*في إثر أخرى طالبين سواها
قسماً لقد أكسى فؤادي بينكم*جزعاً وفجر مقلتي مياها
إن كان يزعجكم طلاب فضيلةٍ*فالخير أجمعه لدى مثواها
أو خفتمو ضرابها فتأملوا*بركاتٍ بقعتها فما أزكاها
أف لمن يبغي الكثير لشهوةٍ*ورفاهة لم يدر ما عقباها
فالعيش ما يكفي وليس هو الذي*يطغي النفوس إلى خسيس مناها
يا رب أسأل منك فضل قناعة*بيسيرها وتحصناً بحماها
ورضاك عني دائماً ولزومها*حتى توافي مهجتي أخراها
فأنا الذي أعطيت نفسي سؤلها*فقبلت دعواها فيا بشراها
بجوار أو في العالمين بذمة*وأعز من بالقرب منه يباهى
من جاء بالآيات والنور الذي*داوى القلوبَ من العمى فشفاها
أولى الأنام بخطة الشرف التي*تدعى الوسيلة خير من يعطاها
إنسان عين الكون شرف جوده*يس وأكسير المحامد
-----------------------------------------------
القصيدة الحادية عشر :
ياحبيب القلب عشقا واعـــتدالا*قد دعاك البدر حسنا واكــــتمالا
ياخيار جئتنا صـــدقا رســـولا*إمتلكت القلـــــب حبا وامتثــــــالا
يانبى جئتنا حســــــــنا ولينـــا*قد أتاك الله نورا وافتضــــــــــالا
انت نور للهدى يمحو الضلال*فى ربوع الأرض أسراها كمـــالا
ياأمين الصدق بالأخلاق صفوا*شدوه صدق التـّقى لبّ الجـــلالا
ياصفى الخلق أخلاقا حســــانا*قد هباك الله بالقــــــــــــرآن بـالا
يانقى من علاء القــــــوم علما*فاجتباك الله بين الخلـــــــــق آلا
ياتقى من جـــلال العلـــم نورا*من لدن العلـــم أســــــرارا نـزالا
ياكليم الظبى لطــــفا وارتحـالا*شاكيا حال الأســـى بل واعتقــالا
من حنان الأم شــــــوقا باكيات*شاديات القلـــب رفقا وارتحـــالا
دمعها يشكو فــراق البين حـينا*شوقها يغدو الهوى همسـا نوالا
ناطقات الســـــــــم شـاة حاكياة*لاتذقنى ياحبيبى والـجــــــــــلالا
واشــهدوا بالله حـقا لا شريكـــا*قد أتـــاه الله حـلمـا واكــــتـمــالا
وانتحاب الجزع شوقا وافتراقـا*صارفى البستان غصنا وافتضالا
والسحاب الظل يسرى كالرفيق*بين رحل الركب غُمّا بل ظــــلالا
والبعير الشارد الداعـــى جدالا*قد تداعى قسوة كــادت عضــــالا
والبراق السارى الوضاء طيرا*بين طيــات السماوات الفضـــــالا
والمـلاك الحق سبحـا فى هيـام*ينشد المقدام قد ســــــــا وامـتثالا
أنبياء الله كـــــــانوا فى انتظار*للحبيب الخاتمى شــــــــوقا مهالا
أذن الشــــــــــادى قيام اللصلاة*أم جـــمع الأنبيا فضـــــــلا نــوالا
------------------------------------------------
القصيدة الثانية عشر :
مالي معَ اللهِ فيِ الدارينِ منْ سببٍ * إلاَّ الشهادةََ أخفيها وأبديها
وسيلةٌ ليَ عندَ اللهِ خالصة * عنْ كلِّ مالاَ يؤديها أؤديها
جارةٌ أشتريها غيرَ بائرةٍ * تضاعفُ الربحَ أضعافاً لشاريها
دلالها المصطفى واللهُ بائعها * ممنْ يحبُّ وجبريلٌ مناديها
------------------------------------------------
ا
القصيدة الثالثة عشر :
لاحت أنوار أحمد في ربيـع الجمالـي*فاح عرفه كذا أمتد في جميع المحالـي
صار في الكون سره وأعتلى في العوالي*عم الآفـاق ذكـره ذاك مولـى بـلال
ذكر عيده تجـدد عنـد أهـل المعالـي*عيد ميـلاد أحمـد وأجـب الأحتفالـي
سعد من حب أحمد نـال كـل النوالـي*طلعته مـا كماهـا مشرقـة بالجلالـي
ياحبيبـي محمـد ياحسيـن الخصالـي*جد برؤياك أسعد لو يكن فـي الخيـال
ياشفيع البرايـا سيـد أهـل الكمالـي*جد بنظرة إلي فـي طريـق أتصالـي
وأسقني ياحبيبي من كؤوس الوصالـي*داونـي ياطبيبـي فـك عنـي عقالـي
أنا أشكو قليبي قسوتـي سـوء حالـي*وإلهـي حبيبـي خالقـي ذو الجلالـي
-------------------------------------------------
القصيدة الرابعة عشر :
يَا ساكِنينَ بِقَلْبِي * مَتَى أَفُوزُ بِقُرْبِ
سَلَبَتُمُونِي وَلَكِنْ * أَنَا السَّعِيدُ بِسَلْبِي
يَا عُرْبَ وَاديَ المُصَلاَّ * لأَنْتُمُ خَيْرُ عُرْبِ
نَزِيلُكُم مُسْتَهَامُ * مُوَلَّهُ القَلْبِ مَسْبي
وَلَسْتُ أَسْلُو هَوَاكُمْ * حَاشَا غَرَامِي وَحُبِّي
إذا رَضِيتُمْ تَلاَفِي * فَذَاكَ مَطْلُوبُ قَلْبِي
رُوحِي لَكُمْ إِنْ قَبِلْتُمْ * وَالرُّوحُ جَهْدُ المُحِبِّ
أَنْتُمْ ذَخِيرَةُ قَلْبِي * يَوْمَ المَعَادِ وَحَسْبِي
عَشِقْتُكُمْ وَبِحَقِّي * إِنْ تِهْتُ مِنْ فَرْطِ عُجْبي
وَمِلْتُ سُكْراً وَلِمْ لاَ * وَمِنْكُمُ كَانَ شُرْبي
وَقَدْ سَقَانِي حَبِيبي * وَخَصَّنِي دُونَ صَحْبِي
وَلَسْتُ بَعْدَ عَيَانِي * جَهْراً سَنَا وَجْهِ رَبِّي
أَصْبُو لِرَنْدٍ وَبَانٍ * وَذِكْرِ غَارٍ وَكُثْبِ
-----------------------------------------------
القصيدة الخامسة عشر :
عليك صلاة الله ثم سلامه **ألا يا رسول الله أني مغرم
صببت دموعاً يشهد الحزن أنها** أتت من فؤاد بالغرام متيـــم
وليس له من ذا التتيم مشــــرح** سوى أن يرى معشوقة فيسلم
يقول لي المعشوق لا تخش بعد ذا** حجاباً ولا طردا فعهدي متمم
متى ما أردت القرب منى فنادنى** ألا يا رسول الله أنى مغــــرم
أجيب من بعد وأنى جليس مـن** بحبي مشغول بذكرى مــترجـم
حلفت يميناً إن قلـــباً يحبكــم **عليه عذاب النار قطعاً محـرم
فكيف بمن قد غشاكم كل ساعة **فهذا يقيناً فى الجنان ينعــــم
سلام عليكم والسلام ينيلـــــني** فهذا يقيناً في الجنان ينعــــم
لساني تحيات تليق بقدركـــم **أكررها في حيكم وأهمهـــــم
سلام على رأس الرسول محمد** لرأس جليل بالجلال معمــــم
سلام على وجه النبي محمد** فيا نعم وجه بالضياء ملـــثـم
سلام على طرف النبي محمد **لطرف كحيل أدعج ومعلــــم
سلام على انف النبي محمد** لأنف عديل أنور ومقـــــــوم
سلام على خد الحبيب محمد** لخد منير أسهل ومشمـــــم
سلام على فم النبي محمد** لفم به در نفيس منظـــــم
بغير كلام الله و الذكر و النداء** لحضرة مولاه فلا يتكلــــــم
سلام على عنق النبي محمد **لعنق سطيع نير و مــــــــبرم
سلام على صدر الحبيب محمد** لصدر وسيع بالعلوم مطمطم
سلام على قلب الحبيب محمد **لقلب بنور الله دوما مقيــــم
يشاهد رب العرش في كل لحظة **وان نامت العينان ما نام فاعلموا
سلام على كف النبي محمد** لكف رحيب كم يجود و يكــــرم
به كم فقير صار من بعد فقره** غنياً و كم طاغ به متضـــــــيم
سلام على قدم الحبيب محمد** به داس حجب العز ذاك المقدم
به قام في المحراب لله قانتاً** يناجى لرب العرش والناس نوم
فما زال هذا دأبه كل ليلة **ألا أن به بان الونا و الـــــتورم
سلام على ذات النبي محمد **فيا حسنها بها الجمال متمم
سلام على كل النبي محمد **نبي عظيم بالجلال معـــــظم
نبي لمولاه العلى عناية** به تبدو إذا ما الخلق في الحشر يقحم
عليه لواء الحمد ينصب رفعة** ومن تحته الأنبياء والرسل يزحم
به كل عاص في القيامة لائذ **وكل محب فائز و مــــــــــكلم
به يرتجى المجذوب ينجو بصحبه** بغير امتحان يا شفيع ويسلم
عليك صلاة الله ثم سلامه** يعمان كل الآل ها نحن نختم
----------------------------------------------
القصيدة السادسة عشر :
يا رب صلي على الحبيب محمد * وانظر إلينا بالكرامة في غدِ
أطلب رِضاك بجاهه وشفاعة * في ساحةِ الأهوال يوم الموعِدِ
أنت رجائي يا إلهي وخالقي * هل لي رجاء غير جودكَ سيديِ
وأنا المحبُ وعاشق لجماله * والنومُ عَزّ وقد جفاني مرقديِ
وكتمتُ حبي عن جميع معارفي * حتى تَبدَّى للأنامِ تسَهدُّيِ
فسألتُ أهل العشقِ كيف خلاصُهم * فأجابني داعي الهوى بتوددِ
تهوى وتطمعُ أن تَفرَّ من الهوى * كيف الخلاص بقيدكَ المتؤبِّدِ
فأبيتُ ليلي طالباًً وجه الذي * الحب فيه فريضةٌ بتأكدِ
ووهبتُ روحي والحياة لذاته * مهما يُقال على لسان الحاسدِ
وبسطتُ كفي بالتضرع طالباً * وصل الحبيبي لعلني أن أهتديِ
ولبستُ ثوب الذلِ منه مخافةً * وأقمتُ في حي الحبيب بمفردي
ناديتُ والأسقام تملأ مُهجتي * والصبرُ قلَّ وعَزَّ فيه تجلُّدي
الحبُّ ديني والصبابة مذهبي * ومُدامتي وجدي وعشقي مقصديِ
سكن الفؤادَ بنوره وصفاته * وعلى الجوارح لمحةٌ بتعبدِ
هو مؤنسي حقاً ولستُ مبارحاً * أبداً لبابٍ فيه كلُّ عقائدي
لو أبصر العزال نور جماله * خرّوا جميعاً راكعين لمشهدِ
يا عازلون دعوا الملام فقد كفى * أن لا أنام فاستريح بمرقديِ
يا من ملكتَ القلب ثم ملأته * حباً يٌفتتُ كل صخرٍ جَلمدِ
صَبٌّ ببابك واقفٌ لا يبتغي * إلا رضاك فجُذ به يا سيدي
أن قال قومٌ في الصبابةِ لذةٌ * حقاً وفيها جمرُ نارٍ موقدِ
ولقد نصحتُ القلب قبل نزوله * بحر الغرام فكان بين ترددِ
وأطاع داعي العشق حتى إنه * يمسي ويصبح دائماً بتنهدِ
يا قلب لا تشكو الصبابةَ بعد ما * ألقيتَ نفسك في الهوى فتجَلَدِ
أصبحتُ في شَرَكِ الغرام مقيداً * والنفسُ تفنى في حبيبٍ واحدِ
ما قلتُ جهلاً بالغرام وإنما * قولي يصدقه الشَّجِي ومُعَاهدي
فإذا أتيتُ مَحبةً فَبسرهِ وإذا * مُنحتَ فقد مُنحت تجردي
فلكم مُحبًّ قد نظرتَ لروحه * حتى غدا في النهجِ أفضل قائدِ
يا قُرةَ العينينِ لا أشكو إلى * أحدٍ سواكَ لظَى الحشا وتبدّديِ
لا تهجروني قد أقمتُ ببابكم * ولذاتكم أصبو وتلك مشاهديِ
حاشا أُضامُ وإنني لجنابكم * عبدٌ مطيعٌ مخلصٌ بشواهدي
أرجو وأطمع فامنحوني نظرةً * هي منتهى أملي وغايةَ مَقصدي
أصبحتُ في كنفِ الحبيبِ ومَن يكن * جارَ الكريمِ يَفُز بأمنٍ سرمدي
أصبحتُ في كنفِ الحبيبِ ومَن يكن * جارَ الكريمِ يَفُز بأمنٍ سرمدي
أصبحتُ في كنفِ الحبيبِ ومَن يكن * جارَ الكريمِ يَفُز بأمنٍ سرمد
-------------------------------------------------
القصيدة السابعة عشر :
خير البرية *نظرة إليّ
ما أنت إلا* كنز العطية
يا بحر فضل * وتاج عدل
جد لي بوصل * قبل المنية
حاشاك تغفل * عنا وتبخل
يا خير مرسل * إرحم شجيا
كم ذا أنادي * يا خير هاد
يكفي بعادي * فاحنن عليّ
أهديك حبي * صلاة ربي
مادام قلبي * بالذكر حيا
------------------------------------------------
القصيدة الثامنة عشر :
صلوا على هذا النبي* الهاشمـي العـربـي
أحمد زكـي النسـب* مَن وصفه في الكتب
بمدح طـه العربـي* تحلو صنوف الطرب
فالهج به يا مطربـي* دوماً تفُـزْ بـالأرب
يـا آل ودي أكثـروا* من ذكـره وأبشـروا
بكـل خيـر بشّـروا* كـلّ محِـبٍ للنبـي
بما أتاكم فاعملو*ا وعن طريقه سلوا
وعن سواه فاعدلوا* فإنه خير نبي
حب المشفع مذهبي* وفيه تُجلى كُربي
به أنال مطلبي *في مرغبي ومرهبي
قبر الحبيب المصطفى * ربي له قد شرّفا
يزوره أهل الوفا* سوى المعاند الغبي
من لم يزُر هذا النبي *من مشرق او مغرب
تباً له من مذنب* معرّضٍ للغضب
---------------------------------------------------
القصيدة التاسعة عشر :
مدح النبي بهي الوجه يشجيني *وإن ظمأت مدى الأيام يرويني
ويبعد الهم عن قلبي وينعشه *ويشرح الصدر والخيرات تأتيني
والنفس ترتاح إذ بالعطف يشملها *وينجلي بأسها في الوقت والحين
لأنه والدٌ تدعوه رأفته إلــــــــــــــى*بنيــــــــــه بالإشفاق واللــــــــــين
تقول آمنـــــــــــة لما حملت بــــه*قد كان من داخل الأحشاء يناديني
ولا مررت على سهل ولا جبـــــــل *إلا وكان سلامــــــا منه يهدينــــــي
وليلة الوضع جاءتني ملائكــــــــــــة *من عند ربي بتهليـــــــــل تهنيــني
تقول يا بنت وهب حملك قمــــــــــرٌ*فاستبشري بقدوم الطاهر الزينِ
--------------------------------------------------
القصيدة العشرين :
بلبل الإقبال غرّد *وبشير السعد قال
ظهر الهادي محمد *شمس أفلاك الكمال
فزهزا الكون وأشرق *بمصابيح النجاة
والهدى لمّا تحقق *ال ديجور الضلال
وأتى شهر ربيع *ان للأعياد عيد
جاءنا فيه شفيع *مرسل من ذي الجلال
وعلى الدنيا تجلى *كوكب الشرع المنير
وبه الدهر تحلى *اكتسى ثوب الجمال
كل إنسان إليه *يلتجي حاشا يضام
سيد من راحتيه *نبع الماء الزلال
صلوات الله تهدى *لك يا نور الوجود
كل حسن يتبدى *منك فينا وجمال
-------------------------------------------------
القصيدة الواحدة و العشرين :
ياواهب الإنسان أسباب الهدى*يا من بحمد العالمين تفرّدا
لي عند بابك يا إلهي دعوةٌ*فيها رجاءُ العُمر جاء مجسّدا
أنت الذي ما خاب عندك سائل*أيكون بابك دون سؤلي موصدا
فبفضلك اللهم عشت موحدا*أيُردّ عندك من أتاك موحّدا
سؤلي وكلّ توسّلي لك خالقي*أني أرافق في الجِنان محمّدا
--------------------------------------------------
القصيدة الثانية و العشرين :
حبُّ الإله وحب المصطفى ديني * وشرعتي قد تمشّت في شرايني
الحبُّ أثمن شيء أنت تذخره * فإنه النار تذكي جذوة الدين
إذا سرى الحب في قلب مشى طرباً * مشي العقيدة في الغرّ الميامين
الحبُّ نارٌ يذيب الصخرَ جذورته * ويبعث الميت يحي كل محزون
والعمرُ من دونما حب ومعرفة * فلا يعادل شيئاً في الموازين
ما أعذب الحب ما أحلى عواطفَه * فإنه النور في قلب المحبين!
غذاء روحك ينفي ما ألمّ بها * فيه الشفاء وفيه كل تطمين
من ذاق لذته يدري حلاوتَه * يهيم في حبه مثل السلاطين
إن أقفر القلب من حب الإله ومن * حب الرسول غدا كالصخر والطين
أحببتُ أحمد يا رباه عن ثقة * بأنه شافعي في موقفِ الدين
لولا المحبة ما رقت مشاعرُنا * ولا نعمنا بهذا الأنس واللين
ما الحبُّ إلا اتّباعٌ صادقٌ وهو *حبُّ الرسول شعارٌ للمحبين
إن لم يكن نابعاً من قلب صاحبه * فليس يُجدي ادعاءٌ دون تمكين
إني عشقت الهدى والحب تيّمني * حبُّ الرسول وآل البيت من ديني
يا آل بيت رسول الله حبّكم * فرضٌ وذلك حقٌ دون توهين
محبكم نال عند الله منزلة * إلا المودةَ في القربى ويكفيني
فأنتم بهجة الدنيا وزينتها * وأنتم موئلٌ لكل مسكين
طوبى لمن هام في محبتكم * يحظى بنيل المنى كل الأحايين
-------------------------------------------------
القصيدة الثالثة و العشرين :
أبداً تحن إليكم الأرواح*ولكم غدو في العلا ورواح
يا سادة لولاهم ما لاح في*أفق المكارم للفلاح صباح
ما الفضل إلا ما أحل بحيكم*وعليكم من نوره مصباح
من ذا يفاخركم وأنتم عصبة*قرشية وشذاكم فواح
وحماكم حرم النجاة وحيكم*للقاصدين وللعفاة مباح
وإليكم كل الفضائل تنتمي*جاءت أحاديث بذاك صحاح
يكفيكم يا آل طه مفخراً*أن الكلامَ عقد لكم ووشاح
الله خصكم بأشرف رتبةٍ*العجز عن إدراكها إفصاح
أنا لا أحول وحقكم عن حبكم*كتم العواذل قولهم أو باحوا
وإذا ترنمت الأنام بحبكم*فلسان شكري بالثنا صياح
لا زلتم أهل المكارم والتقى*ولديكم الإرشاد والإصلاح
طبتم وطاب جنابكم فلا جل*ذا طاب المديح وطابت المدّاح
--------------------------------------------------
القصيدة الرابعة و العشرين :
عَطْفَـةً يَا جِيـرَةَ الْعَلَمِهِ * فَجَفَـاكُم زَادَ فِي سِقَـمِ
وَصِلُونِي وَالصدُودَ دَعُوا * قَبْلَ تَفْنَى مُهْجَتِي وَدَمِ
سَادَتِي أنْتـُمْ مُنـايَ فَلاَ * تَقْطَعُـونِي ياَ ذَوُا الْهِـممِ
عَلِقت رُوحي بُِِِِِكم وَصَبَتْ * نَحوَ كُمْ مِنْ سَالِفِ القِدَمِ
أنتُمـُوا حَجي ومُعتَـمـرِى * أنتُمُ قَصدِي مِن الخَيِمِ
أنْتُمُـوا فَرضِي و نَافِلتـيِ * يَا عُرَيْبَ السَّفْحِ مِنْ أضَمِ
أنْتُمُوا سَمْعِي كَذَا بَصَرِي * أنْتُمُـواَ طِبـّيِ مِن السقَّـمِ
أمِنَتْ عَيْنَُ لَكُمْ نَظَرَتْ * مِنْ عَماهَا يَا جِلاَ الظُُلَمِ
إِنْ غيْرُكُمْ فِي الْكَوْنِ عَشِقَتْ * وَقَعَتْ فِي سَاحَةِ الْعدَمِ
يَا نـُزُولاً فِي رُبَا خُلْـدِي * وَفُـرُوداً لاَ بِِِــدِى سلَــمِ
شَرَّفُوا قَدْرِي بِرُؤْيَتِكُمْ * لَوْ بطَيفْ الطَّيْفِ فِي الْحُلُمِ
وَاقْبَلوُنِي حَيْثُ كُنْتُ وَلاَ* تَطْـرُدُوني يَا ذَوِى الْكَرَمِ
فَعَلَيْكُمْ كُلَّ مُعْتَمدِي * يَا كِرَامَ الْحِـلَّ وَالْحـرَمِ
بَدْرُ تِمٍْ لاَحَ فِي غَسقَ * فَوْقَ غُصْنٍ باِلْجمَاَلِ سقُىِ
َو بِهِ الأَلْبَابُ هَائِمةً * سَكرَِتْ مِنْهُمْ فَلمْ تَفُــقىِ
عَطِرتْ رُوحِي نَسَائِمةٌ * حِينَ وَافَتْ فِي الثَّرَى الْعَبِقىِ
وَاصْطِبـَارِي يَوْمَ جَفْـوَتِهِ * مَا بَقَـى وَالْوُجُـودُ فيِِهِ بقَـىِ
------------------------------------------------
القصيدة الخامسة و العشرين :
ذكرتك لا أني نسيتك لمــحة*وأيسر ما في الذكر ذكر لساني
وكنت بلا وجد أموت من الهوى*وهام علي القلب بالخفقــان
فلما أراني الوجد أنك حاضــر* شهدتك موجودا بكل مكـــان
فخاطبت موجودا بغير تكلــم*ولاحظت معلوما بغير عيـــان
-------------------------------------------------
القصيدة السادسة و العشرين :
أغَرُّ، عَلَيْهِ لِلنُّبُوَّة ِ خَاتَمٌ *مِنَ اللَّهِ مَشْهُودٌ يَلُوحُ ويُشْهَدُ
وضمَّ الإلهُ اسمَ النبيّ إلى اسمهِ*إذا قَالَ في الخَمْسِ المُؤذِّنُ أشْهَدُ
وشقّ لهُ منِ اسمهِ ليجلهُ*فذو العرشِ محمودٌ، وهذا محمدُ
نَبيٌّ أتَانَا بَعْدَ يَأسٍ وَفَتْرَة ٍ*منَ الرسلِ، والأوثانِ في الأرضِ تعبدُ
فَأمْسَى سِرَاجاً مُسْتَنيراً وَهَادِياً*يَلُوحُ كما لاحَ الصّقِيلُ المُهَنَّدُ
وأنذرنا ناراً، وبشرَ جنة ً*وعلمنا الإسلامَ، فاللهَ نحمدُ
وأنتَ إلهَ الخلقِ ربي وخالقي*بذلكَ ما عمرتُ في الناسِ أشهدُ
تَعَالَيْتَ رَبَّ الناسِ عن قَوْل مَن دَعا*سِوَاكَ إلهاً، أنْتَ أعْلَى وَأمْجَدُ
لكَ الخلقُ والنعماءُ، والأمرُ كلهُ*فإيّاكَ نَسْتَهْدي، وإيّاكَ نَعْبُدُ
---------------------------------------------------
القصيدة السابعة و العشرين :
الله زاد محمدا تكريما**وحباه فضلا من لدنه عظيما
واختصه في المرسلين كريما**ذا رأفة بالمؤمنين رحيما
جلت معاني الهاشمي المرسل**وتجلت الأنوار منه لمجتلي
وسما به قدر الفخار المعتلي**فاحتل في أفق السماء مقيما
حاز المحامد والممادح أحمد**وزكت مناسبه وطاب المحتد
وتأثلت علياؤه والسؤدد**مجدا صميما حادثا وقديما
شمس الهداية بدرها الملتاح**قطب الجلالة نورها الوضاح
غيث السماحة للندى يرتاح**يروي بكوثره الظماء الهيما
تاج النبوة خاتم الأنباء**صفو الصريح خلاصة العلياء
نجل الذبيح سلالة العلماء**بشرى المسيح دعاء إبراهيما
فخر لآدم قد تقادم عصره**من قبل أن يدرى ويجرى ذكره
سر طواه الطين فهم نشره**معنى السجود لآدم تفهيما
لله فضل المصطفى المختار**ما إن له في المكرمات مجاري
ولا مبار باختصاص الباري**بالحق قدم مجده تقديما
أوصاف سيدنا النبي الهادي**ما نالها أحد من الأمجاد
فالرسل في هدي وفي إرشاد**قد سلموا لنبينا تسليما
آياته بهرت سنا وسناء**وأفادت القمرين منه ضياء
وعلت بأعلام الظهور لواء**فهدى به الله الصراط قويما
دنت النجوم الزهر يوم ولادته**ورأت حليمة آية لسيادته
وتحدثت سعد بذكر سعادته**فتفاءلوا نعم اليتيم يتميا
ما زال برهان النبي يلوح**يغدو به الإعجاز ثم يروح
حتى أتاه بعد ذاك الروح**يوحي له وحي الإله حكيما
شهدت له بمزية التفضيل**سور وآيات من التنزيل
وصلاة خالقه أدل دليل**فافهمه واسمع قوله تعظيما
إن الرسول المعتلي المقدار**لمؤيد من ربه القهار
بالمعجزات جلت عمى الأبصار**وشفت من أدواء الضلال سقيما
كم شاهد لمحمد بنبوته**في أيد تأييد الإله وقوته
فبذاك أعلى الله دعوة حجته**فمضت حساما صارما وعزيما
البدر شق له ليظهر صدقه**والشمس قد وقفت تعظم حقه
والمزن أرسل إذ توسل ودقه ** فاخضر ما قد كان قبل هشيما
والماء بين بنانه قد سالا ** عذبا معينا سائغا سلسالا
كنداه يمنح رفده من سالا ** وينيل راجيه النوال جسيما
بركاته أربت على التعداد ** كم أطعمت من حاضرين وبادي
من قصعة أو حثية من زاد ** رزقا كريما للجيوش عميما
سجد البعير له سجود تذلل ** وشكا إليه بحرقة وتململ
والشاة قال ذراعها لا تأكل ** مني فإني قد ملئت سموما
والغصن جاء إليه يمشي مسرعا ** والصخر أفصح بالتحية مسمعا
والظبية العجماء فيها شفعا ** والضب كلم أحمدا تكليما
والجذع حن له حنين الواله ** يبدي الذي يخفيه من بلباله
أفلا يحن متيم بجماله ** يشتاق وجها للنبي وسيما
ما بالنا نسلو وحب حبيبنا ** يقضي ببث غرامنا ونحيبنا
لو صح في الإخلاص عقد قلوبنا ** لم ننس عهدا للرسول كريما
أين الدموع نفيضها هتانا ** أين الضلوع نقضها أشجانا
حتى نقيم على الأسى برهانا ** لمتمم إرشادنا تتميما
أوليس هادينا إلى سبل الهدى ** أوليس منقذنا من أشراك الردى
أوليس أكرم من تعمم وارتدى ** أولم يكن أزكى البرية خيما
ذاك الشفيع مقامه محمود ** ولواؤه بيد العلا معقود
فإذا توافت للحساب وفود ** قالوا تقدم بالأنام زعيما
فيقوم بالباب العلي ويسجد ** ويقول يا مولاي آن الموعد
فيجاب قل يسمع إليك محمد ** ونريك منا نضرة ونعيما
أعظم بعز محمد وبجاهه ** أكرم به متوسلا لإلهه
شربت كرام الرسل فضل مياهه ** فغدت تعظم حقه تعظيما
يا سامعي أخباره ومفاخره ** ومطالعي آثاره ومآثره
ومؤملي وافي الثواب ووافره ** إن شئتم فوزا بذاك عظيما
-------------------------------------------------
القصيدة الثامنة و العشرين :
لكلِّ خطبٍ مهمٍّ حسبيَ اللهُ * أرجو بهِ الأمنَ مما كنتُ أخشاهُ
وأستغيثُ بهِ في كلِّ نائبة * وما ملاذيَ في الدارينِ إلا هو
ذو المنِّ والمجدِ والفضلِ العظيمِ ومنْ * يدعوهُ سائلهُ رباهُ رباهُ
لهُ المواهبُ والآلآءُ والمثلُ الـ * أعلى الذي لا يحيط الوهمُ علياهُ
القادرُ الآمرُ الناهي المدبرُ لا * يرضى لنا الكفرَ والإيمانَ يرضاهُ
منْ لا يقالُ بحالٍ عنهُ كيفَ ولا * لفضلهِ كمْ تعالى ربنا اللهُ
ولا يغيرهُ مرُّ الدهورِ ولا * كرُّ العصور ولا الأحداثُ تغشاهُ
ولا يعبرُ عنهُ بالحلولِ ولا * بالانتقالِ دنا أوْ ناءَ حاشاهُ
أنشا العوالمَ إعلاماً بقدرتهِ * وأغرقَ الكلَّ منهمْ بحرَ نعماهُ
وأوجدَ الخلقَ باري الخلقِ منْ عدمٍ * على محبة خيرِ الخلقِ لولاهُ
محمدٌ منْ زكتْ شمسُ الوجودِ به * وطابَ منْ ثمراتِ الكونِ حرفاهُ
خير النبيينَ محيي الدينِ ذو شرفٍ * طابتْ ذوائبهُ فرعاً ومنشاهُ
فردُ الجلالة فردُ الجودِ ألبسهُ * تاجَ الجلالةِ منْ للخلقِ أهداهُ
أغشاهُ خلعة َ نورٍ فيهِ أودعها * جبريلُ وهوَ بإذنِ اللهِ غشاهُ
فأشرقَ الكونُ منْ أنوارِ بهجتهِ * وطابَ رياهُ لما طابَ رياهُ
لله خرقةُُ أنوارٍ تداولها * أئمةٌٌ لهمُ التمكينُ والجاهُ
سرٌ تشعشعَ عنْ سرِّ الغيوبِ فما * زالتْ بصائرُ أهلِ الحقِّ ترعاهُ
ما بينَ جبريلَ والطهرِ بن آمنةٍٍ * إلى الإمامِ عليّ كانَ مسراه
وفي الحسينِ وفي نجلِِ الحسينِ وزيـ * ـن العابدينَ رحيمُ القلبِ أواهُ
فباقرِ العلمِ فالميمونِ جعفرهُ * فكاظمُ الغيظِ موسى منْ كموساهُ
إلى عليِّ الرضا سامى الفخارِ وكمْ * مستقبلِ السرِّ منْ ماضٍ تلقاهُ
أئمةٌٌ منْ بني الزهرا لهمْ شرفٌ * هم خمسة حيدرٌ فيهمْ وزهراهُ
همْ عرفوا الشيخَ معروفاً أخا كرمٍ * أدنوهُ قبلَ سرىٍّ وهوَ أدناهُ
سارَ السريُّ على آثارِ سيرتهمْ * إلى الجنيدِ مجداً حينَ آخاهُ
ألقى الجنيدُ إلى الشبليِّ نورَ هُدى * هَدَى بهِ الخلقَ طراً ثمَّ أهداهُ
إلى المحدثِ عبدِ الواحدِ القمرِ السـ * ـاري فأودعهُ مصباحَ دنياهُ
أعني أبا الفرجِ الهادي فخصًَّ بهِ * أبا سعيدٍ فكانَ الفردُ عقباهُ
ومنهُ في الشيخِ عبدِ القادرِ ابتهجتْ * طلائعُ الفضلِ نوراً في محياهُ
كالشمسِ تسفرُ منْ أقصى مطالعها * حسناً وكالبدرِ ملءُ العينِ مرآهُ
و كالغمامِ إذا استمطرتهُ كرماً * وكالصبا خلقاً إنْ رقَّ مهواهُ
منْ آلِ فاطمةَ الزهراءِ ذو شرفٍ * أتى بهِ الدهرُ فرداً عنْ مثناهُ
على جلالتهِ أنوارُ هيبتهِ * كالسيفِ إنْ راقَ حسناً رقَّ حداهُ
فخرا لجيلانِ دونَ العالمينَ بهِ * إذْ غايةُ الشرفِ الأعلى قصاراهُ
ألقى منَ السرِّ في الحدادِ نورَ هدى * هَدَاهُ وهوَ لفردِ العصرِ أداهُ
محمدٍ ذي التقى المكي ابنِ أبي * بكرٍ فذلكَ سرُ اللهِ آتاهُ
إلى ابنهِ الشيخِ عبدِ الواحدِ اتصلتْ * أسبابهُ فأبو عثمانَ مولاهُ
إلى أبي بكرٍ الشاميِّ منْ عُمَرٍ * إلى أخيهِ علي ٍّ نجمِ علياهُ
و صارمِ الدينِ إبراهيمَ صنوهما * رجا بهِ في ذرى صنويهِ عماهُ
الناخبين شهابُ الدينِ سيدنا * شمسُ الدنا والذي طابتْ سجاياهُ
الماجدُ الحرضيُّ المنتقى شرفاً * في رتبة نالَ فيها ما تمناهُ
أغشى العُرابيَّ منْ أنوارِ بهجتهِ * سرُّ العناية ِ منهُ حينَ والاهُ
فلمْ يزلْ عمرُ الفاروقُ مرتقياً * إلى جنابِ عزيزٍ عزَّ مرقاهُ
أولئكَ الزهرُ أربابُ الكمالِ فما * يزالُ مسمعهُ فيهمْ ومرآهُ
أهلُ الولاية والعزِ الذينَ لهمْ * فخرٌ ينيفُ على الجوزاءِ أدناهُ
السائرينَ إلى عينِ الحقيقةِ في * أهدى السبيلِ وأسناهُ وأسماهُ
مايبرحُ الفضلُ عنهمْ بلْ لهمْ وبهمْ * معادُهُ أبداً فيهمْ ومبداهُ
الوارثينَ رسولَ اللهِ سيرَتَهُ * فكلهمْ بعدهُ في الهدى ِ أشباهُ
و كمْ خلائقَ لا يحصونَ غيرهمُ * في نهجِ خرقتنا تاهوا وما تاهوا
عسى بجاهِ أولاكَ القومِ يغفرُ لي * مهيمنٌ أنا أرجوهُ وأخشاهُ
فلى صحائفُ في الأوزارِ قدْ ملئتْ * واخجلتي منْ كتابيِ حينَ أقراهُ
ضللتُ بالجهلِ عنْ قصدِ السبيلِ ومنْ * يضلُّ عنهُ فإنَّ النارَ مأواهُ
وخنت مولاي عهدا من ( ألست ) وما * يمحو خطاياه إلا صفح مولاه
يا رائدَ الحيِّ بالجرعا أجبنيَ هلْ * رأيتَ صوبَ الحيا الوَسْمِىِّ حياهُ
و هلْ ترنحَ أغصانُ الأراكِ بهِ * لنسمة ِ الريحِ وارتاحتْ خزاماهُ
باللهِّ سلمْ على الوادي وجيرتهِ * وما حواهُ مصلاهُ ومسعاهُ
كمْ يدعي حبَّ أهلِ المروتينِ معي * منْ لا تصدقهُ في الحبِ دعواهُ
و كمْ تواجدَ منْ وجدي ليشبهني * منْ ليسَ تسعدهُ بالدمعِ عيناهُ
أخفي محبتهمْ عنهمْ وأجحدها * وأصعبُ المذهبِ العذرى ِّ أخفاهُ
و كيفَ أكتمُ سراً يشهدانِ بهِ * دمعٌ يسيل وقلبٌ ذبنَ أحشاهُ
مالي إذا ذكروا جرعاءَ ذي سلمٍ * أرخصتُ منْ دمعي المهراقَ أغلاهُ
ذكرى حبيباً بأرضِ الشامِ يعشقهُ * قلبي على بعدِ دارينا وأهواهُ
طبيعة منْ طباعِ النفسِ خامسةٌ * تملي على خطراتِ القلبِ ذكراهُ
محبة لرسولِ اللهِ أذخرها * ليومِ أُسألُ عنْ ذنبي فأجزاهُ
حسنتُ ظني وآمالي بذي كرمٍ * تلقاكَ منْ قبلِ أنْ تلقاهُ بشراهُ
محمدٌ سيدُ الساداتِ منْ وطئتْ * حجبَ العلاَ ليلة َ المعراجِ نعلاهُ
مهذبُ الخلقِ والأخلاقُ بهجتهُ * ينبيكَ عن حسنهِ عنوانُ حُسناهُ
ومثلهُ ما رأتْ عينٌ ولا سمعتْ * أذنٌ ولا نطقتْ بهِ في الكونِ أفواهُ
كلُّ الملائكِ والرسلِ الكرامِ على * فصِّ الجلالة ِ شكلٌ وهوَ معناهُ
راحى وراحة ُ روحي أنتَ أنتَ فما * ألذَّ ذكركَ في قلبي وأحلاه ُ
ياسيدي يا رسولَ اللهِ خذ بيدي * في كلِّ هولٍ منَ الأهوالِ ألقاهُ
يا عدتي يا نجاتي في الخطوبِ إذا * ضاقَ الخناقُ لخطبٍ جلَّ بلواهُ
إنْ كانَ زاركَ قومٌ لم أزرْ معهمْ * فإنَّ عبدكَ عاتقهُ خطاياهُ
والعفوُ أوسعُ منْ تقصيرِ منْ قعدتْ * بهِ الذنوبُ فلمْ تنهضْ مطاياهُ
وكلنا منكَ راجونَ الشفاعة مِنْ * هوى أطعناهُ أوْ حقٍّ أضعناهُ
فاسمعْ جواهرَ مدحٍ فيكَ حَبَّرَهَا * حبرٌ إذا ماجَ بحرُ الشعرِ أملاهُ
مهاجريةٌ افْتَرَّتْ كمائمها * عنْ ثغر مدحِ ثناهُ لا ثناياهُ
فارحمْ مؤلفها عبدَ الرحيمِ وكنْ * حماهُ منْ همِّ دنياهُ وأخراهُ
و الحمدُ للهِ حمداً لا انقضاءَ لهُ * وحسبيَ اللهُ إذْ لا ربَّ إلا هوُ
و بعدَ أزكي صلاة ٍ ثمَّ ثاويةً * على جلالة منْ قدْ طابَ مثواهُ
موصولةً بسلامِ اللهِ دائمةً * تؤتيه من نسمات المسك أذكاه
و تشملُ الآلَ والصحبَ الكرامَ ومنْ * رعى الوفاءَ لهُ حقاً وأرعاهُ
ما لاح نورٌ على أرجاءِ قبتهِ * وما تيممتِ الزوارُ مغناهُ
وجاد ذاك الثرى الميمون منسجم * يسقيه من كل هام المزن أهناه
--------------------------------------------------
لقصيدة التاسعة و العشرين :
جوامعُ الخيرِ في الدارينِ تابعةٌ * لطاعةِ اللهِ فالزمْ طاعةَ الله
والشرُّ أجمعهُ في تركِ طاعتهِ * فاخضعْ ذليلاً لعزِّ الآمر الناهي
وكيفَ يأمنُ في الدارينِ شرهما * منْ لمْ يكنْ طائعاً للآمرِ الناهي
كمْ منْ فقيرٍ حقيرٍ ذي مراقبةٍ * أحظُّ في الحشرِ منْ ذي المالِ والجاهِ
هلْ في كتابٍ مضى أو سنة ٍ سلفتْ * عزٌّ لعبدٍ على عصيانهِ لاهي
فاسلكْ سبيلَ كتابِ اللهِ ممتثلاً * وسنةََ الملةِِ الزهرا نِعِمَّا هِي
------------------------------------------------
أسألكم الدعاء لعمى الشيخ على و الشيخ ابو الحجاج و ذريتهم و ذرية ذريتهم لهم جميعاً منا الفاتحة